contact@daralmustafaedu.com
414141 05 967+
الدائرة الدعوية وشئون الطلاب
dawa@daralmustafaedu.com
دار الزهراء بتريم للدراسات الإسلامية
alzahra@daralmustafaedu.com

أحكام الجبيرة والعمل بأقوال العلماء في الشريعة

سؤالي في (الجبيرة وأحكامها بالتفصيل والفتاوى التي جوَّزت بعض الأحكام )أرجو الإفادة في هذا الموضوع لأنه استشكل علي، لأنني قرأت لبعض المشايخ أقوال معتمدة ولكنهم يعملون بما يخالف أقوالهم ؟

الحمد لله..  الجواب وبالله التوفيق :

ذكر العلماء رحمهم الله الجبيرة وصورَها وأحكامَ ذلك وفصَّلوها في كتب الفقه المختصرة والمطولة من حيث القضاء وعدمه ومن حيث وقت التيمم ومن حيث غسلِ الصحيح والتيمم عن العليل ومن حيث تجديد المسح وعدمه.

وخلاصة ذلك : أن الجبيرة ألواح تهيَّأ للكسر والانخلاع تُجعل على موضعِ الجرح , ومنها اللصوق : وهو ما تحتاج إليه الجراحة من خرقة وقطنة ونحوهما والساتر يشمل الجبيرة واللصوق .

وقد ذكر العلماء أحوالا لها خمسة من حيث وجوب الإعادة أو عدمها وضبطوها ببيتي شعر

ولا تُعِد والستر قدر العلة       أو قدر الاستمساك في الطهارة

وإن يزد عن قدره فأعد             ومطلقا وهو بوجه أو يد.

والمقرر في مذهب الإمام الشافعي أن وقت التيمم هو وقت غسل العلة , في الوضوء وفي الغسل يمكن تقديم التيمم على الغسل , ومما يتنبه له وجوب مسح الخرقة ونحوها بالماء .

وأما قول السائل حفظه الله: ((أنه قرأ لبعض  المشايخ أقوال ولكنهم  يعملون بما يخالف أقوالهم )) فليعلم السائل أن جميع أقوال العلماء المستنبطة في الشريعة المطهرة متكافئة ؛ إذ أنها أخذت من مصادر التشريع ربما تختلف أحوال السائلين والسائد في بلدانهم , وإلا فجميع الاستنباطات أنوار مقتبسة من الهدي الشريف منها ما يصلح للأقوياء في الدين أرباب الاستقامة ومنها ما يصلح لغيرهم , والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍّ خير .

 وما ذكرت عن العلماء لعلَّه ترجَّحَ عنده لدليل وأفتى غيره بالسائد في بلاده أو بما يناسب حاله، وربما أفتى السائلَ بقول إمام وفي حين العمل بنفسه أخذ بالأشدِّ من قولِ إمامٍ آخر استبراءً لدينه وغير ذلك من المحامل الواجبة.

  واللازم في حق كل مسلم إجلال العلماء وحملة الشريعة وإحسان الظن بهم فإنهم “آباؤنا في الدين وصلة بيننا وبين رب العالمين” كما قاله الإمام النووي في تهذيب الاسماء واللغات , ومن المهم أن نرجع في ديننا ونستفتي العلماء العاملين فإنه كما قال الإمام ابن سيرين رحمه الله في مقدمة صحيح الإمام مسلم : (إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينَكم) والله أعلم