وردنا سؤال يقول فيه صاحبه :
أبناء المشركين والكفار الذين توفوا في طفولتهم هل يحاسَبون على دين آبائهم؟
الحمد لله .. الجواب وبالله التوفيق :
الصحيح الراجح عند أهل السنة والجماعة أنَّ أطفال الكفار الذين توفُّوا قبل بلوغِهم لا يُعذَّبون؛ بل هم ناجون في الدار الآخرة إن شاء الله لقوله عز وجل: ( وما كنا معذِّبين حتى نبعث رسولا ) وهؤلاء لم يصلوا إلى سِنٍّ يتمكَّنون فيه من تلقِّي الخطاب الإلهي , هذا هو القولُ الراجح من ثلاثة ِأقوال حكاها الإمام النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم بقوله: ((وأما أطفال المشركين ففيهم ثلاثة مذاهب . قال الأكثرون : هم في النار تبعا لآبائهم . وتوقَّفت طائفة فيهم .
والثالث : – وهو الصحيح الذي ذهب إليه المحققون- أنهم من أهل الجنة ، ويُستدَلُّ له بأشياءَ منها حديث إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم حين رآه النبيَّ صلى الله عليه وسلم في الجنة ، وحوله أولاد الناس قالوا: يا رسول الله ، وأولاد المشركين ؟ قال : (( وأولاد المشركين )) رواه البخاري في صحيحه, ومنها قوله تعالى : { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا }
ولا يتوجه على المولود التكليف ويلزمه قول الرسول حتى يبلغ ، وهذا متفق عليه)) اهـ . والله أعلم .