ورد إلينا سؤال يقول فيه أخ سائل :
والدي بلغ من العمر تسعة وثمانين عاما ومصاب بالسكري وأمراض أخرى كالبروستات والإمساك المزمن, وهو مقعد بسبب كسر في مفصل الورك منذ سبع سنوات, وكان محافظا على الصلوات يصلي على الكرسي, لكن مؤخرا طرأ عليه الذهول وفقد الذاكرة فلا يسأل عن الصلاة لكن إذا ذكرته بها هل تريد الصلاة؟ يقول نعم بل يقول الصلاة ما فيها مشاورة .
ولكنه لم يعد يتقن الصلاة لوحده , وبرز مؤخرا ذهول حتى في المتابعة فنلاحظ عليه وهو مأموم عدم القراءة للأركان وربما فقط يردد تكبيرات الانتقال وأحيانا يغفل عنها حتى لا تدري هل صلى أم لا .
في هذه الحالة هل نستمر معه بأداء الصلوات مأموما رغم معرفتنا أنه لا يؤدي الأركان؟
أو أحيانا نجعله يصلي وحده ويقوم أحدنا خلفه يلقنه كل حركات الصلاة وأركانها وهو يستجيب. فهل تصح صلاته بهذه الحالة؟ وهل نستمر في تكلف هذه الطريقة؟ لأنا نريد أن يستمر مربوطا بالذكر والعبادة وأن يحسن الله خاتمته وخواتمنا. مع العلم أن حالة الذهول ليست في الصلاة بل في كثير من الأمور فهو لا يسأل عن أكل أو شرب إلا أن قربته له .
وفي رمضان كذلك فقد صام رمضان الماضي كاملا وهو إذا أحضر له أحد الأطفال كوب ماء يأخذه ليشرب لكن إذا ذكرته بأنه صائم يمتنع عن الشرب . ماحكم أداء المسن المريض من هذا حاله للعبادات؟ أفيدونا أثابكم الله .
الحمد لله : ربط الله عز وجل أحكام الشرع بالمكلفين القادرين على فهم الخطاب واستقبال الأوامر والنواهي الربانية فحيث ما خرج أي شخص عن هذه القدرة بغيبوبة أو ذهول خرج عن التكليف الشرعي ووجوب العمل بالأوامر ففي الحديث عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ وعن الصغير حتى يكبر وعن المجنون حتى يعقل أو يفيق)) رواه أحمد والنسائي واللفظ له,وفي الوقت الذي يمكن أن يستقبل فيه التذكير بالواجبات أو بترك المحرمات وجب ذلك , فإذا خرج عن ذلك لوجود الذهول مرة أخرى أو تكرر سريعا فلا شيء عليه؛ لأنه عند الذهول غير مكلف , وفي حالة الوعي للخطاب هو مكلف, وما تفعلونه من تذكيره وإعانته على الطاعات أمر يُشكر وحسنة لكم تُذكر , فداوموا على ذلك كلما رأيتم أنه ينفعه هذا التذكير , وأعينوه على تواصله مع ربه بالصلاة وفي رمضان أعينوه على الصوم بتقريب السحور وتذكيره بالنية وإبعاد كل مفطر عنه من الفجر إلى غروب الشمس إذا لم يكن في ذلك ضرر عليه أو مشقة لا تحتمل في العادة ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها , ونسأل الله أن يحسن خاتمة الجميع والحمد لله رب العالمين.