الحمد لله من مميزات الشريعة الاسلامية أن بعض الاحكام التي وردت فيها جاءت للوقاية أي لتقي الإنسانَ من الوقوع فيما حرم الله عزوجل أو ما لا يليق بالإنسان لا إتهاماً لأحد ولا سوء ظن به, ومن ذلك تحريمها لمصافحة المرأة التي ليست بمحرم ولا زوجة؛ سدا للذريعة وحسما للباب, وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها «ما مست يدُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يدَ امرأة قط » وفي مسند سعيد بن منصور عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «لأن يقرع الرجل قرعا يخلص القرع إلى عظم رأسه خير له من أن تضع امرأة يدها على ساعد، لا تحل له» .
فإن مدت المرأةُ يدها لتصافح ـ مسلمة أو غير مسلمةـ فينبغي الاعتذار لها بلطف ورفق وإعلامها بأن ثقافة الدين لا تحب أن يصافح الرجل امرأة إلا محرما أو زوجة له, ومن التخلصات اللطيفة التي تخلص بها بعضهم من هذه العادة السيئة قوله للمرأة : معتذرا أنه تعاهد مع زوجته أن لا يمس امرأة ولا تمس هي رجلا بعد أن يتعاهد مع زوجته في ذلك حتى لا يكذب , ففي مثل بعض الحالات تحتاج معالجة النفوس المريضة بمثل هذه العلاجات كما أن له المصافحة إذا كان هناك حائل من نحو خرقة في الجانبين أو احدهما فينبغي أن تستخدم هذه الحالة لا سيما عند الحرج كما في مصافحة شاب صغير لامرأة عجوز والله أعلم .